افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية صباح اليوم الدورة السادسة من مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول ( إيجبس 2023) بحضور دولى كبير للوزراء ورؤساء كبريات الشركات العالمية للطاقة ومفوضى الاتحادين الأوروبى والأفريقى للطاقة وأمين عام منظمة أوبك ولفيف من أبرز الشخصيات والمسئولين فى قطاع الطاقة إقليمياً وعالمياً.
وألقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية كلمته للمؤتمر ، و جاء نص الكلمة كالتالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامةُ الرئيس عبد الفتاح السيسى – رئيس جمهورية مصر العربية
أصحاب المعالى
السيدات والسادة الحضور
بداية أود أن أرحب بكم جميعاً فى واحدة من المنصات الأكثر أهمية على ساحة الطاقة الإقليمية والعالمية "مؤتمر ومعرض مصر الدولى للبترول (إيجبس) فى نسخته السادسة، والذى لم يلبث أن أصبح فى فترة وجيزة قبلة لكل مهتم بصناعة البترول والغاز.
ومن هنا أتقدم بخالص الشكر لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الذى أضفت رعايته الكريمة وتشريف سيادته المستمر بصمة مميزة فى نجاح مؤتمر "إيجبس"، كما أتوجه بخالص الشكر والتقدير لدعم سيادته المتواصل لقطاع البترول، فشكراً فخامة الرئيس.
السيد الرئيس
الحضور الكريم
يأتى انطلاق هذه الدورة تحت عنوان (شمال أفريقيا والبحر المتوسط: دعم إمدادات الطاقة العالمية والطلب المستدام) فى توقيت بالغ الأهمية، توالت فيه على المجتمع الدولى سلسلة من التحديات المتعاقبة التى طالت تبعاتها العالم بأسره، ولم تكن مصر بمعزل عن تلك التحديات.
وسعياً للتخفيف من وطأة تلك التحديات والعمل على تحويلها لفرص داعمة للاقتصاد المصرى، فقد عمل القطاع على استغلال المقومات التنافسية التى تتمتع بها مصر لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها.
وفى إطار أهمية التكامل والتعاون الإقليمى فى تخفيف آثار تلك التحديات فقد برز الدور المحورى لمنتدى غاز شرق المتوسط ليؤكد بشكل قاطع على الرؤية الثاقبة للقيادة السياسية المصرية فى المبادرة بتأسيسه، فقد توجت جهود تعزيز التعاون الإقليمى بزيادة صادرات الغاز من مصر ودول شرق المتوسط إلى الأسواق الأوروبية عبر تسهيلات الإسالة المصرية بما يقارب مرة ونصف خلال العام الماضى.
وتواصلت نجاحات قطاع البترول، فخلال العام الماضى ارتفعت الصادرات البترولية لتصل إلى ٢ر١٨ مليار دولار ، فضلاً عن تحقيق فائض فى الميزان التجارى البترولى للعام الثالث على التوالى ليصل إلى أكثر من ٣ مليارات دولار.
وفى مجال البحث والاستكشاف، تم طرح ٤ مزايدات عالمية على منصة بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج الرقمية منذ إطلاقها فى ٢٠٢١، ومن المخطط طرح ۳ مزایدات عالمية لعدد من المناطق خلال العام الجارى، كما تم وضع خطة طموحة مع شركائنا العالميين حتى عام ٢٠٢٥ لحفر أكثر من ٣٠٠ بئر استكشافى والتى نسعى لوضعها على الإنتاج سريعاً ، وفى إطار تعزيز دور مصر كمركز إقليمى للطاقة، نجح قطاع البترول خلال الثمانى سنوات ونصف الماضية فى تطوير بنيته التحتية من خلال:
• زيادة موانئ وأرصفة استقبال ناقلات البوتاجاز.
• إضافة ٧٩ مستودعاً لتخزين الزيت الخام والمنتجات البترولية.
• إنشاء وتجديد خطوط لنقل الزيت الخام والمنتجات البترولية بإجمالى أطوال بلغت ألفاً وأربعمائة كيلومتر.
• تنفيذ وتشغيل عدد من خطوط الغاز الرئيسية لتدعيم الشبكة القومية للغاز بإجمالى أطوال حوالى ألف كيلومتر.
• وفى مجال تكرير البترول تم تنفيذ ٨ مشروعات جديدة، وقد شرفنا خلال العامين الماضيين بافتتاح السيد الرئيس لثلاثة مشروعات كبرى منها.
• وفى إطار تعزيز استراتيجية قطاع البترول للتحول الرقمى، تم تنفيذ عدد من مشروعات الأنظمة الرقمية التى ساهمت فى رفع كفاءة العملية التشغيلية.
• كما تم مواصلة تحقيق أعلى معدل سنوى لتوصيل الغاز الطبيعى للمنازل للعام الرابع على التوالى بواقع ٢ر١ مليون وحدة، مما ساهم فى تراجع متوسط الاستهلاك العام للبوتاجاز.
• وفى إطار المبادرة الرئاسية حياة كريمة، تم الانتهاء من توصيل الغاز لما يزيد عن ٢٠٠ قرية، وجارى العمل تباعاً على الانتهاء من باقى القرى.
* زيادة أعداد السيارات المحولة للعمل بالغاز الطبيعي إلى حوالى ٥٠٠ ألف سيارة، ومضاعفة عدد محطات تموين السيارات بالغاز لتصل إلى حوالى ٩٠٠ محطة.
وتعظيماً للقيمة المضافة وإحلال الواردات، تم تنفيذ عدة مشروعات صناعية للبتروكيماويات، وجارى العمل على تنفيذ عدد من المشروعات البتروكيماوية الأخرى.
فخامة الرئيس
السيدات والسادة الحضور
يسير قطاع البترول نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية بما يخدم البعد الاقتصادى للتنمية المستدامة لمصر، دون أن نغفل مسئوليتنا تجاه البعدين الاجتماعي والبيئى، فقد تبنى القطاع استراتيجية موحدة جديدة للمسئولية المجتمعية ترتكز على الاستدامة بهدف دعم وزيادة مساهمة القطاع وشركائه فى التنمية المجتمعية محققاً بذلك العديد من قصص النجاح فى مجالات التعليم والصحة والبيئة.
وبالنظر إلى البعد البيئى فقد جاءت "قضية تغير المناخ وتحول الطاقة"، على رأس أولويات قطاع البترول، ففى نوفمبر الماضى نجحت مصر فى تنظيم واستضافة نسخة استثنائية من مؤتمر المناخ (COP27)، تميزت بالشمولية والانتقال من التعهدات إلى التنفيذ، والتى كانت نتاجاً للعمل الجماعى بين مختلف قطاعات الدولة.
فقد نجحت مصر خلال تلك القمة فى تسليط الضوء على شواغل القارة الأفريقية المتعلقة بقضية تغير المناخ وحقها فى انتقال طاقى تدريجى وعادل، ويأتى من بين ثمار تلك القمة نجاح قطاع البترول المصرى فى توفير مقعد لصناعة البترول والغاز على مائدة قمة المناخ، بتنظيمه ليوم "خفض الكربون" لأول مرة فى تاريخ قمم ومؤتمرات المناخ.
ولم يكن مؤتمرنا هذا (إيجبس) على مدار دوراته السابقة والحالية بمعزل عن قضية تغير المناخ، فقد تطورت فعالياته لتتضمن تخصيص فعالية حول "الاستدامة فى مجال الطاقة".
واستمراراً لتطوير المؤتمر كمنصة أكثر شمولاً حول حلول الطاقة، يسعدنى أن أُعلن اليوم أن مؤتمر إيجبس سوف يصبح اعتباراً من دورته القادمة مؤتمر ومعرض مصر الدولى للطاقة "إيجبس" مما يسمح بتوسيع دائرة موضوعات المؤتمر والمعرض لتتناول قضايا تحول الطاقة وخفض الانبعاثات وقضايا الهيدروجين بما يتواكب مع التغيرات العالمية المتسارعة فى قطاع الطاقة.
فخامة الرئيس
السيدات والسادة الحضور
لقد عهدنا مؤتمر إيجبس منصة رئيسية لتبادل الآراء وطرح المبادرات المتميزة لدعم التكامل والتعاون الإقليمى والعالمى فى مجال البترول والغاز، وتوحيد الرؤى لتحقيق تطلعات شعوبنا نحو التقدم الاقتصادى والتنمية، وكتابة مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة.
وفى الختام، أود أن أتقدم مجدداً بالشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على تشريف سيادته لحفل الافتتاح ورعايته الكريمة للمؤتمر، كما أتوجه بالشكر لشركائنا على مشاركتهم لنا فى هذا المحفل المميز، وأخيرا أتقدم بالشكر للشركة المنظمة واللجنة العليا للمؤتمر والرعاة على الإعداد والتنظيم المتميز.
وإننى أتطلع إلى أن نشهد مؤتمراً ناجحاً ومثمراً، متمنياً لضيوفنا الكرام إقامة طيبة ولمصرنا
الحبيبة الخير والتقدم.
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته